روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات نفسية | أتمنى ألا أشعر.. بالنقص

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات نفسية > أتمنى ألا أشعر.. بالنقص


  أتمنى ألا أشعر.. بالنقص
     عدد مرات المشاهدة: 3022        عدد مرات الإرسال: 0

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. اسعد الله اوقاتكم وتقبل صيامكم وادام عليكم الصحة والعافية

دكتورنا الكريم اريد استشارتكم في مشكلة اعاني منها منذ الصغر اغضبتني كثيراً واشعرتني بالنقص اكثر اعاني منها لاكثر من 7 سنوات

حاولت حلها عدت مرات ولكن كلُّ محاولاتي باءت بالفشل أعلم انك قد لا تستطيع قراءة رسالتني لكثرة الرسائل التي تصلك الا اني اعلم ان الخير سياتيني سواءً اكان بقراءتك لها ام لا

أنا الاخت الثانية في الاسرة سُبقت باخت اكبر مني بعام وهبها الله نصيباً من الجمال والذكاء ثم عُقِّبت باخت اخرى بعدي بخمس سنوات. أثناء مرحلة الابتدائي لم اشعر باختلاف بيني وبينها بفضل من الله ثم بحكم معاملة امي وابي لنا وقلة خروجنا من المنزل واختلاطنا بالناس والاقراب عدا المدرسه

ولامي حكمة في ذلك فهي تقول "اريد ان اربيكم انا فقط لا اريد محيطنا ان يشارك في تكوين شخصياتكم" حتى ذلك الوقت لم اشعر بالنقص والقلة. عندما وصلنا الى سن المتوسط توسعت دائرة المعارف واصبحنا نكثر من المراكز التعليمية والاجتماعية وزيارات الاقارب وما الى ذلك

عندها بدات اشعر اني بوجهة نظرهم اقل من اختي حظاً او مكانه، حيث يكون الاهتمام كله لها " مع العلم اني عرفت بخفة الدم والاجتماعية وهي كانت هادئة جداً " ومحبة اقراننا كلها لها بالاضافة الى ذلك كان هنالك 3 من ابناء عموومتي يريدون خطبتها وعندما كنَّا نذهب الى الافراح سوياً مع امنا كانت تحظى بحب النساء وتقبيلهن ونظرات الاعجاب بينما انا اقف بجانب امي بعد ان تم تهميشي جانباً.

بالاضافة الى انهم كلما ذكروا الطفولة وصفوا اختي بالجمال والنعومة وانها اكثر طفلة احبوها ووصفوني بالعدوانية او التكشيرة. عندما اكتشفت هذه الحقيقة ساءت اخلاقي ونفسيتي اصبحت عصبية جداً وغير مهمتمة بالدراسة مما ادى الى نزول مستواي اصبحت بدينه نوعاً ما

ولم اعد اريد الخروج من المنزل ولكن كانت ترغمني امي بحكم انها لا تريدني ان اصبح " متوحده"

وهي 'اختي' ارتفعت اكثر في عيون الناس بينما انا انحدددر. وعندماصبحت في الصف الاول ثانوي وعدت امي ان ارفع راسها بافضل الدرجات وبذلت اقصى ما عندي من مجهود " لانها كانت غاضبة جدا بسبب مستواي مما ادى الى تغير تعاملها معي

ولكن اعلم انها لا تريدني ان اكون اقل من اختي اشد المعرفة "ولكن لم تكن عندي المهاره (مهارات الاستذكار) ففشلت مرره اخرى بالاضافة الى انني كنت اعاني في تلك السنه من كلام المعلمات ك " انتِ لست كاختك او هي افضل منك او خليها تذاكر لك " < قالوها باسلوب اكثر رقة من هذا ولكنها وصلت لي هكذا.

ما زادهم على قول هذا الكلام ان اختي كانت من طالبات الااذاعة وكانت طالبة ناشطة في هذا المجال بالاضافة الى انها من الاوائل على الدفعة " الثالثة"

وقد كنت مثلها بالضبط ولكن في سن الابتدائي. اشعر احياناً اني ما تغيرت الا نقماً على المجتمع ونظرته ولكنني الوحيدة التي خسرت.

أخرجتني امي من المدرسة وسجلتني في مدرسة حكومية

"عام"مع العلم اني كنت في مطور حيث ان الفرق بينهم ان التراكمي في المطور يبدا من اول سنه اما العام من ثاني سنه. بذلت كل طاقاتي حتى فقدت الكثير الوزن والحمد لله ثم الحمد لله حصلت على نسبة عالية جداً والسنه التي تليها ايضاً وفي كلتا السنتين كنت الاولى على المدرسة.

من بعدها اصبحت اصب كل اهتمامي على الدراسة بحكم انها الشيء الوحيد الذي انجح فيه " كما ظننت " ثم حصلت على نسبة عالية في القدرات والتحصيلي ودخلت علوم صحية كما اردت ولله الحمد وفي ذلك الوقت كانت اختي تخصصت طب بشري بعد مرورها بالسنة التحضيرية للعلوم الصحية.

عندما دخلت السنه التحضيرية تغيرت تغير ملحووظ من عصبيتي وحساسيتي وما الى ذلك ولله الحمد والمنه واصبحت كما اريد بالضبط وبعد مرور السنه تخصصت صيدلة وهي رغبتي ولكني خشيت ولا زلت اخشى ان يزيد تقليل الناس من قدري بحكم ان اختي ططب وانا صيدلة.

احدى ابناء عمومتي تقدم لخطبتها مره اخرة فوافقنا على طلبه ولكن ما احززني اكثر وضيق علي ان جدتي اصبحت تحب اختي اكثر مني وتعاملها بتعامل افضل وانا اصبحت لا تهتم بي وهذا ما كان يبكيني قهراً وعندما اخبرت ابي غضب وقال " هذه نظرتك بس "

وامي ايضاً ترى اني انا الحساسة وان ليس من حقي ان اشعر بالغيرة وترى ايضاً انه لم يفرق بيني وبين اختي احد وان هذه نظظرتي انا فقط رغم ان كثير ممن حولي يقرون بذلك.

ثبت تخصصي قبل يومين فقط. ولكن يا دكتور لازلت اشعر بالنقص حاولت شتى المحاولات ان ازيل هذا الشعور او شعور الغيرة ولكني لم استطع وللاسف فانها تتحكم بكل مشاعري وتصرفاتي وشخصيتي كل ما كنت بقرب اختي او كنا في مجتمع واحد اشعر اني اريد الانعزال اشعر اني مهما حاولت لن اكون محبوبه مثلها

وحتى اكون صريحة كثير من الاحيان اتعذر بانها هي الاجمل والاذكى. انا حقاً اريد ان اكون مستقلة واثقة اتتمنى ان لا اشعر بالنقص ولكن كلما شرعت بححل فشلت. ارجو من حضرتكم ان تساعدونني وانا 100٪ ساحاول وابذل مجهود.

انا والله الشاهد لم يتغير تعاملي مع اختي وهي توامي الروحية كما القبها وهي تلقبني امها الروحية. واعلم انها قد تكون مشكلة تافهه جداً من وجهت نظر حضرتكم ولكنها المشكلة الوحيدة التي تتحكم في مشاعري وحياتي. وان كنت تسببت في ازعاج حضرتكم فانا في غاية الاسف. جزاكم الله عنا كل خير وجعلكم ذخراً للاسلام والوطن.

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبة. . وبعد:

أهلا وسهلا بك أختي الكريمة في موقع المستشار وأهنئك على أسلوب طرحك الرائع والمميز.

أختي الكريمة من خلال طرحك ووصفك للواقع الذي يحيط بك اتضح لي انك تفهمين مشكلتك تماماً وهذا أهم خطوه للحل وهي تشخيص المشكلة والاقتناع بعلاجها مع أن كلمة مشكلة وصف اكبر مما تمرين به.

في البداية كل إنسان يحتاج إلى دعم نفسي ومعنوي قبل أي إمكانات واحتياجات مادية أو غيرها وخصوصا من خلال البيئة أو المجتمع الذي يعيش فيه فهم الذين يؤثرون على تكوين شخصيته ويساعدونه في الثقة بنفسه، ولكن إذا لم يجد الإنسان هذا الدعم الأسري أو المجتمعي.

فهذا لا يعني أن يستسلم ويضعف فهناك دعم ذاتي يكون أقوى بكثير من دعم الآخرين ولكن يحتاج إلى شخصية قوية وعزم وإصرار وكل هذه الصفات ودون مبالغة استشفيتها في شخصيتك أختي الكريمة ولذلك فلا يوجد لديك مشكله.

ولكن تحتاجين إلى تطوير ذاتك وتنمية ثقتك بنفسك وتكوين شخصية قوية لا تتأثر بالآخرين بل تؤثر فيهم وذلك عن طريق الذكاء العاطفي الذي يؤثر في الآخرين ويجعلهم يعجبون في شخصيتك ويتأثرون بك.

وكل ذلك من خلال التدريب على جوانب معينه وحضور الدورات أو القراءة في هذه الجوانب والتي تعتمد أولا على معرفتك لنقاط قوتك واستخدامها للتغلب على الجوانب التي تجدين فيها ضعف كما عليك تطبيق بعض الأمور في حياتك من الآن وهي: 

1- غيري من قناعاتك وأعيدي برمجة ذاتك.

الثقة بالنفس مثل الإيمان فهو عبارة عن قناعات تستقر في القلب.

قال تعالى:  {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} 11/ سورة الرعد,

2- أيقظي قواك الخفية.

في داخل كل منا قوى خفية وطاقات هائلة لا يعلم سرها إلا الخالق سبحانه وتعالى ولو استطاع الإنسان استخراج بعض قواه الداخلية لتغير الكون من حوله ولرأينا منه العجائب.

3- كوني نفسك ولا تكوني الآخرين.

الانصياع والذوبان في الآخرين والانقياد إليهم في كل شيء دليل على ضعف الشخصية وفقدان الثقة بالنفس , وعدم التميز , وهو أمر مهلك ومدمر.

4- تفاءلي بالخير تجديه.

الإنسان المتفاءل المبتسم إنسان سوي الشخصية إيجابي في الحياة , والإنسان المتشاءم المكتئب إنسان ضعيف فاقد للثقة بنفسه , ولقد نهانا الإسلام عن التطير والنظر إلى الحياة بمنظار أسود.

5- راجعي أصدقاءك وعلاقاتك.

قد يكون من أسباب فقدان الثقة بالنفس مصاحبة من أصحاب التردد والضعف النفسي , فالطباع سارقة تسرق من بعضها ولا تصاحبي إلا من يرفعوا من همتك ويعززون سلوكك وابتعدي عن الذين يقللون من عزمك ويكثرون انتقادك.

6- حاولي أن تصنعي من الشراب المر شراباً حلواً.

من الثقة بالنفس قوة الإرادة والصبر وتحمل الشدائد والصعاب , وهذا من صفات المؤمنين الصالحين.

7- لا تضيعي فرص النجاح.

فالفرصة التي تأتي لا تعود ثانية ويجب اغتنامها.

فلا تيأسي من إصلاح نفسك. .

فأنتي قويه ولديك إرادة. .

ثقي بربك أولاً ثم بما حباك من قدرات وإمكانات ,

وتغيري من داخلك يتغير الكون من حولك. .

ابدئي رحلة التغيير الآن وليس غداً لا تسوفي ولا تؤجلي. .

أحضري ورقة واكتبي فيها خطة التغيير وعلقيها بذهنك قبل أن تعلقيها على جدار غرفتك. .

ولا تسمحي للتوافه أن تغلبك. .

كوني نفسك ولا تكوني غيرك. .

فأنتي الآن إنسانة جديدة.

وأخيرا أنصحك بالقراءة في الانترنت عن الذكاء العاطفي.

أسأل الله العظيم أن يفرج همك. هذا والله أعلم والحمد لله رب العالمين.
 

الكاتب: أ. فايز بن عبدالله الأسمري

المصدر: موقع المستشار